بعضهم لم يعرف معنى التعبير المعتاد “وقت الفراغ “, فالبداية المبكرة ضمنت لكل منهم نجاحًا مميزًا ليصبح نموذجًا في مجاله لكل من يأتي من بعده, وهذا رغم صعوبات لم تترك أحدهم في طريقه وهو بسن صغير، فبعضهم أثناء الدراسة وآخر في حياته الإنسانية, ربما حقًّا “الظروف لا تحدد شخصية أي إنسان” لكن بالتأكيد تجعل منه شخصًا أفضل.
جوان رولينج موراي “مؤلفة سلسلة هاري بوتر”
في عام 1990 تأخر أحد القطارات البريطانية حتى 4 ساعات كاملة، جلست في هذه الأثناء رولينج تفكر لأول مرة في هاري بوتر، وهي لم تكمل عامها الـ 25 بعد, لم يكن هذا بالضبط هو يومها الأول في الكتابة، لكنها بدأت هذا اليوم في العمل لساعات طويلة لكتابة سلسلة الروايات الأشهر، التي استغرقت أجزاؤها سنوات, عملت رولينج أثناء ذلك كسكرتيرة في منظمة العفو الدولية بمكتب لندن، وتزوجت وانجبت طفلتها، حتى حدث الطلاق ودخلت في نوبة اكتئاب حاد.أوقات سيئة مرت بها رولينج وهي تعمل كمدرسة لغة فرنسية, وظلت تتقاضى أجرًا زهيدًا من معونة حكومية، لم يكفِ لدفع فاتورة الكهرباء مع استمرارها في الكتابة ورفض دور النشر لأعمالها، حتى وافقت دار نشر بلوزمبيري على نشر الجزء الأول لها “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” عام 1997، شرط ألا تكتب اسم سيدة على الكتاب فكانت “ج. ك. رولينج” أغنى بريطانية، وأول مليارديرة من عالم الكاتبات.
ماريسا ماير “رئيسة شركة yahoo”
أكملت عامها الـ24 فأصبحت ماير الموظف رقم 20 في شركة جوجل، وأول مهندس من الإناث, في وقت كانت جوجل تدار بسبعة أشخاص حتى عام 1999, واستمرت ماير في عملها لمدة 13 عامًا قبل أن تصبح المدير التنفيذي ورئيس شركة ياهو.كان قرار تعيينها عام 2012 كمدير تنفيذي لشركة ياهو أمرًا غريبًا نوعًا ما كحل أخير لانتشال ياهو من طريق الفشل الذي استمر سنوات, وبعد مرور عام واحد فقط استحوذت شركة ياهو على 16 شركة مختلفة بين الخدمات والتطبيقات ومحركات البحث, مع ارتفاع مستمر في سهم الشركة بنسبة 75%، وتخطت الإيرادات والأرباح للعام الماضي قيمة 2 مليار دولار، لتعود ياهو ثانية للمنافسة بين أفضل شركات العالم التقنية.
مارك زوكربيرج “مؤسس facebook”
بدأ مارك تطوير البرامج والألعاب منذ طفولته, وصنع برنامجًا لمساعدة العاملين بمكاتب الاتصال واستخدم الذكاء الاصطناعي في التعرف على عادات مستخدم مشغل الموسيقى وهو بالمرحلة الثانوية، وهو المشروع الذي رفض بيعه لشركة مايكروسوفت حتى التحق بجامعة هارفارد.خمس سنوات كانت فترة كافية ليصمم مارك موقعه الخاص Facebook، فما أكمل عامه الـ 25 وهو بداخل سكن هارفارد الطلابي حتى بدأ العمل مع شركة Pola لتطوير موقعه الذي جذب مليونًا قبل الانتهاء منه عام 2004، ليربط اليوم هذا الموقع بين مئات الملايين عبر العالم، ويصنع من مؤسسه “شخصية العام” كل عام، وواحد بين أثرى 35 شخصية حول العالم، ليستيقظ كل يوم ليخدم أكثر من مليار شخص دون أن يغير قميصه الرمادي.
أورسولا بيرنز “مديرة شركة XEROX”
مشقة وتربية قاسية تغلبت عليها أورسولا بمنزل أسرتها في مشروع إسكان الأسر منخفضة الدخل، لتحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية في جامعة نيويورك, ومنذ ذلك الحين وهي عضوة بأسرة شركة زيروكس التي دخلتها كمتدربة في سن 22 في عام 1980, ولم يهم أورسولا سوى الهندسة والعمل بها، فعملت بمجال تطوير المنتجات حتى أثارت جرأتها رئيس الشركة عندما أكدت له قدرة السود على الإدارة والنجاح، لينتهي بها الأمر كمدير تنفيذي للشركة بحلول عام 2009.أورسولا اليوم هي المرأة السوداء الوحيدة التي تدير شركة من بين أكبر 500 شركة مدرجة على قائمة فورتشن” للشركات الدولية, وتتقلد أيضًا منصب نائب رئيس مجلس الصادرات الرئاسي الأمريكي, لتقول اليوم أورسولا نصيحة عن أمها الفقيرة “الظروف لا تحدد شخصية أي إنسان”.
أوبرا وينفري “إعلامية أمريكية”
لم تكن ملكة التليفزيون الأمريكي بعد, بل كانت تعبئ الأكياس بمحل بقالة لإعالة نفسها، حتى حصلت على منحة دراسية كاملة في جامعة ولاية تينيسي, بدأت العمل بالإعلام في سن 19 لتلقي النشرة الإخبارية بإحدى قنوات الراديو في بالتيمور، ثم يكون ظهورها الأول في التليفزيون عبر برنامج حواري محلي باسم “حديث الناس” عام 1978، ولم تكن
بلغت الـ 24 من عمرها.عاشت أوبرا عقدها الثاني في بالتيمور، ثم انتقلت إلى شيكاغو عام 1983، لتجد نفسها وقد أصبح لها برنامج حواري خاص قدمت من خلاله قضايا وشخصيات أهمهم مايكل جاكسون من داخل مزرعته، وحققت معه أكثر من 100 مليون مشاهدة, واستمرت أوبرا في العمل الإعلامي بعد آخر حلقة من برنامجها إلى جانب كونها أشهر الحقوقيين والمدافعين عن المعاملة الأخلاقية للإنسان والحيوان، لتحتل المرتبة التاسعة بين أكثر 20 امرأة نفوذًا على صعيد وسائل الإعلام، ومصنفة بقائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا على العالم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق